عبقرية كلوب ، لوغاريتم ماتيب وخطأ بوكيتينيو
-- عبقرية كلوب
كما تحدثت في التقديم التكتيكي للمباراة وكيف يمكن للريدز الفوز علي
توتنام , إستغل يورجن كلوب رهبة المباريات النهائية خصوصاً وأن خصمه وصل
إلي هذه المرحلة لأول مرة في تاريخه ، فقام بتطبيق الضغط العالي منذ أول
دقيقة بال4-3-3 المعتادة والتي جعلت مدافعي السبيرز مُشتتين تماماً وزادت
الرهبة لديهم من ضرورة بناء الهجمة من الخلف واللجوء إما إلي العودة إلي
لوريس أو التشتيت لتعود مرة أخري لليفربول ، زاد هذا الوضع من ثقة ليفربول
خصوصاً بعد الهدف المبكر الذي اربك حسابات بوكيتينيو وأفقد لاعبيه تركيزهم ،
ليفربول كان يضغط ب6 لاعبين في منتصف ملعب السبيرز (الثلاثي الهجومي
بالإضافة إلي ثلاثي الوسط) ، عزل هذا الأسلوب مرحلة بناء اللعب عند توتنام
فالفكرة الأهم ألا تصل الكرة بأريحية من الخط الأول (الدفاع) وبعدها الوسط
ومن ثم إلي الهجوم وبالتالي كان الحل الوحيد للاعبي السبيرز هيا الكرات
الطويلة والتي لم ينجح هاري كين في إستلام أي منها بل كان التفوق لكل من
فان دايك وماتيب
من الأشياء الرائعة التي فعلها كلوب في المباراة
هو رد الفعل عند رؤية تشكيلة بوكيتينيو ، في الشوط الأول لم يعطي كلوب
تعليمات لماني بالعودة للدفاع إلا نادراً أي في الكرات الثابتة أو دفاع
الفريق ككل غير ذلك بقي ماني علي الخط لماذا؟ , لإستغلال إندفاع تريبير
المستمر بناء علي تعليمات بوكيتينيو لعمل إمتداد للملعب وهذا ما قصدته برد
الفعل ، ومع وجود فاينالدوم الذي من السهل أن يميل لمساندة روبيرتسون
وبالفعل في حالة إندفاع تريبير وإفتكاك الكرة من السبيرز فإن أي لاعب من
ليفربول كان يقوم بالتمرير الطولي لماني إذا كانت الكرة في الجهة العكسية
فأن التمرير يكون قطري من أرنولد علي سبيل المثال وإذا كانت الكرة في نفس
الناحية فإن التمرير يكون عمودي كما حدث من فان دايك مراراً أو كما حدث من
فابينو في لقطة الهدف الأولليكون ختامه مسك ، بعد خروج وينكس واللعب بسيسوكو فقط في خط الوسط قام كلوب بتغيير ميلنر وأدخل هيندرسون إلي المحور ليكون بجانب فابينو وتتحول الطريقة إلي 4-4-1-1 لغلق العمق والأطراف معاً ، كما أن تغيير أوريجي لفرمينو كان سليماً ، فرمينو قام بتضحية كبيرة وإستنذف طاقته في الضغط العالي والعودة بإستمرار لوسط الملعب لخلق فراغ في دفاع توتنام إستغله ماني وصلاح في أكثر من لقطة ، أما أوريجي فشكل خطراً بالضعط المستمر علي حامل الكرة في دفاع توتنام خاصة في الكرات الطويلة المرتدة بالإضافة إلي إحرازه هدف الإطمئنان
-- لوغاريتم ماتيب
يعتبر اللاعب الكاميروني أكثر لاعب في ليفربول تعرضاً للإنتقادات المستمرة ، فهو يقوم بأخطاء ساذجة سواء في التمركز أو التمرير وعدم التركيز ، ولكن في الاونة الأخيرة أصبح جيد نوعاً ما مقارنة مع السابق ولكن هذا لم يمنع بوكيتينو من التفكير في إستغلال هفواته كيف ذلك ؟ ، بإعطاء تعليمات مستمرة للمدافعين الديرفيلد و فيرتونخين ولاعب خط الوسط وينكس بالتمرير الطولي ناحية ماتيب وأرنولد وعدم التمرير مطلقاً ناحية فان دايك وإعطاء تعليمات للجميع عندما تكون الكرة بحوذة ليفربول يكون الضغط العالي علي فان دايك وأرنولد وربيرتسون وخط الوسط بإستثناء ماتيب لإستغلال هفوه منه بتمريرة خاطئة مثل ما قلت، وفي أكثر من مشهد شاهدنا الأمر يتكرر ، وجود الرباعي الهجومي للسبيرز في جهة ماتيب وأرنولد ومن ثم التمرير الطولي من الخلف أو عند وصول الكرة للرباعي الأمامي كان الجميع يتحرك في تلك الجهة ، ما حدث أن ماتيب كان في يومه تركيز شديد للغاية مع تغطية عكسية رائعة ولم يكتفي بذلك بل كان لديه الثقة في التمرير أيضاً ساعدت الريدز علي الخروج من ضغط توتنام بل وتشكيل خطورة كبيرة في الأمام كذلك
-- خطأ بوكيتينيو
علي عكس المتوقع لم يبدأ بوكيتينيو المباراة بلوكاس مورا وقرر وضعه علي دكة البدلاء ، قرار لم يكن جيد فهو لم يمنع السبيرز من خطورة مورا فقط بل منع خطورة أريكسين الذي لعب كجناح وهو الشئ الذي جعل الفريق يفقد السيطرة علي خط الوسط ، خطورة إريكسن تأتي كونه لاعب يجيد بناء الهجمة من مناطق مبكرة وعند وجوده علي الخط كجناح يفقد ميزته فهو لا يتميز بالسرعة اللازمة للهجوم والعودة لمساندة تربير tracking back وبالتالي كانت الجهة اليمني ميتة ، أما الشئ الأكثر غرابة الذي فعله بوكيتينيو كان إستمرار ديلي ألي وكين اللذان لم يضيفا شئ طوال المباراة ، فكان يجب دخول لورينتي مبكراً وخروج كين الذي لم يكن جاهزاً خصوصاً وأن تعليمات بوكيتينيو كانت بلعب الكرات الطويلة من المدافعين والعرضيات من الأظهرة ، الشئ الثاني هو دخول مورا بدلاً من ألي وإستمرار وينكس وسيسوكو معاً لفترة أكبر لأن هدف مقابل لا شئ هيا نتيجة يمكن إدراكها في أي لحظة
في النهاية كل هذه الأمور التكتيكية لم تكن لتتم إذا لم يحالف التوفيق صاحبها مثل مشهد ركلة الجزاء المبكرة أو إضاعة الخصم كرة سهلة في لحظة حاسمة أو عدم جاهزية لاعب مميز ولكن العمل الذي قام به كلوب كان واضح وثماره كانت جلية والإجتهاد ظهر في الفوز ببطولة أستعصت عليه كثيراً في المقابل إستحق بوكيتينو كل الشكر والإحترام علي ما قدمه
إرسال تعليق