**خلق سوميا: أبو الجن**
خلق الله عز وجل (سوميا)، أبو الجن، قبل خلق آدم عليه السلام بألفي عام، في مشهد يظهر عظمة الله سبحانه وتعالى في خلقه وتقديره لكل شيء بحكمة. قال الله عز وجل لسوميا: “تمن”، فطلب سوميا ثلاث أماني تعبر عن طبيعة خلقه وخصائصه الفريدة، فقال: “أتمنى أن نرى ولا نُرى، وأن نغيب في الثرى، وأن يصير كهلنا شابًا”.
تحقيق الأمنيات
استجاب الله عز وجل لأماني سوميا بحكمته، ومنحه الصفات التي طلبها، فجعل الجن يرون الإنس بينما لا يستطيع الإنس رؤيتهم إلا في حالات استثنائية أو بإذن من الله. كما منحهم القدرة على الاختفاء والغيبوبة في التراب عند الموت، وهو ما يعكس طبيعة خلقتهم من النار. أما أمنية أن يعود كهلهم شابًا، فهي إشارة إلى طبيعة حياتهم المختلفة عن حياة البشر، حيث يتمتع الجن بخصائص مميزة في حياتهم ومماتهم.
إسكان الجن الأرض
بعد تحقيق أماني سوميا، أسكنه الله عز وجل الأرض ومنحه حرية العيش فيها بما يشاء، فكان ذلك بداية وجود الجن في عالم الأرض. عاش الجن في الأرض وعمروها، ولكن حالهم تغير مع مرور الزمن بسبب ما اقترفوه من فساد وظلم، وهو ما أدى إلى إرسال الملائكة لإصلاح الأرض قبل خلق آدم عليه السلام.
دروس وعبر
قصة خلق سوميا تفتح أمامنا أبوابًا للتأمل في عظمة الله وقدرته على الخلق، وتذكرنا بأن كل مخلوق له دور في هذا الكون. كما أن طلب سوميا لأمانيه يعكس طبيعته الفريدة وحكمته في اختيار ما يناسب جنسه. أما استجابة الله لهذه الأماني، فهي تذكير بأن الله هو القادر على كل شيء، وأنه يخلق الخلق ويقدر لهم ما يشاء بحكمته وعلمه.
خاتمة
إن قصة سوميا تُظهر بداية خلق الجن ودورهم في الأرض قبل خلق الإنسان. وهي دعوة للتفكر في حكمة الله في خلقه، وكيف أن لكل مخلوق مكانة وغاية في هذا الكون. فلنتأمل في هذه القصة ونتعلم منها أهمية شكر الله على نعمه وحسن الاستفادة مما منحنا من قدرات وصفات.
إرسال تعليق